أنام وأصحو ثم أنشغل، وفي السياق ذاته أحتاجُ لأن أقوم بمغامرة بها أتحرر من الضغط الماثل أمامي. هل قلتُ مغامرة؟ ممم.. ربما سأتمشى بين أزهار حديقة، وسأركبُ الدراجة، وسأتناول البوضة المفضلة لدي ولن أعبأ بأحد.. هكذا يقولُ قلبي. عقلي يتدخل؛ لا تغدو مغامرةً حين تتكرر. سأدخل تجربةً جديدة، ماذا لو قدمت إليّ المغامرات على اختلاف نوافذها أكانت متعرجةً، أم مقلوبة، أم حتى تهمسُ بلغةٍ أخرى. لو تركتُ بصري يجول أطراف العالم وأنا في مكاني ثابتة، سأدقُ أجراس الهند من خلال الثقافة، سأغوصُ في بحرٍ جديد يدعى المفردات، سأتخذُ صديقاً يلازمني كالظلِّ، لكنهُ يفتح لي الآفاق البعيدة. ممم.. ماذا لو جربتُ القراءة؟ لا أعرف كيف تسللت نوافذها إلي ذات مرة، وضعتها في سلة اهتماماتي فجأةً، كنتُ أنا بعالمي سعيدة، أصبحتُ أنا في دائرة العالم أسعد. وكلّما أغلقت كتاباً نضجت في عقلي فكرة، تسرّب إلى ذهني آلاف الكلمات، وعلقت على باب قلبي معلومة كنت أجهلها في ظرفٍ سابق، فأضحى القلبُ أوسع. لا ألزمُ نفسي بقراءة ما لا أحب، لا أطرقُ كل المجلدات الثقيلة، لكن ما أقرأه يكفيني كي أتنفس، كي أنظر للحياة من نافذةٍ أكثر شمولية. أنا أقرأ، ليتسع بؤبؤ عيني أو يضيق، لأصافح هذا العالم المحشو بالحزن أو الفرح فأمد يدي أملاً بالسلام. أنا أقرأ، كي يغمر الحبُّ أرجاء هذا الكون، فتنمو فوق تلال الدُّنيا شجرة.