March 30, 2018

تربية الأبناء استثمار ليكونوا لبنة صالحة لوطنهم وذواتهم

أدّى التطور الاجتماعي المعاصر إلى اختلاف صورة العلاقة الأسرية حالياً عما كانت عليه في الماضي، فغالبية الآباء والأمهات حصلوا على درجات متفاوته من التعليم والثقافة، وهذه الثقافة قادرة على إضاءة مشاعل المعرفة والأمان أمام الأبناء، وفضلاً عن تفهّم الآباء مطالب الأبناء النفسية في مراحل العمر المختلفة، يصبح في الإمكان الوصول إلى علاقة صريحة متبادلة بين الآباء والأبناء. وتتفاوت متطلّبات الأبناء من «الحرية»، فمنهم من يطلبها لكن بالقدر المعقول، وقد يحتاج جميعهم إلى تلك المساحة التي تبث الثقة بالنفس ولا تنال من احترام الإنسان لنفسه، مع إقامة جسور الثقة بين الآباء والأبناء والتفاهم، وتمكّن الأبناء من طرح مشكلاتهم وما يُشغل قلوبهم وعقولهم على الآباء كأصدقاء لهم. وقد تكون الرقابة الأسرية إحدى وسائل تمتين العلاقة بين الآباء والأبناء نتيجة للتواصل بينهما، وإن كان هذا التواصل إيجابياً ولا يشوبه أي نوع من التعسّف أو السلبيات، ستنتج عنه علاقة متينة تترسّخ مع الوقت، مع إيجاد التفسير الذي يناسب الطرفين لتعريف الإيجابي، فأحياناً يشعر الأبناء بأن ما هو إيجابي لهم هو فعلياً سلبي عليهم.