-
عبدالرحمن الحسون 5 years, 9 months ago
أسوار آل أبوعليان في بريدة
أسوار بريدة القديمة هي من أولويات التخطيط والإنشاء في البلدة لبناء المساكن والمرافق , لأنها الدرع الواقي لمن في داخلها من الغزاة وغيرهم , من الذين قد لا يمنعهم إلا حماية الأسوار وحراسها.
ويحرصون على بنائها من خامات البناء المتوفرة في أراضيهم، من أحجار وطين والتي يُحضِرونها من مقاطع الجبال ومطاين التربة القريبة من البلدة، على ظهور الإبل والحمير والبغال، و في البدء لعملية البناء فإنهم يخططون ويحددون الأسوار ومواقع القلاع والأبواب، ويحفرون الأساس للأحجار حفر عميقة تصل لأكثر من ثلاثة أذرع، و سُمكِه قد يسير عليه البعير لتفريغ الطين لمواصلة البناء.بريدة قديماً كانت تحاط بسور خارجي وله بوابات محددة للدخول حتى إذا جن الليل عليها أغلقت هذه البوابات مع وجود حراس عليها لحراستها، والتي تهدأ في سكون الليل وتهدأ في نوم عميق مع همسات الليل وظلمته.وتهدأ ساحاتها وأسواقها بعد يوم حافل بالنشاط والتجارة
ومن الأسوار القديمة في بريدة :
1- سور الدريبي : وهو أول سور بُنِيَ ومعروفاً في بريدة وقد بناه الأمير حمود بن راشد الدريبي آل أبوعليان، يقول الأستاذ الدكتور محمد بن صالح الربدي في كتابه ص 34 حمود الدريبي هو أول من أقام سوراً معروفاً يحيط بمدينة بريدة والمسمى «سور الدريبي» وتقدر مساحة المنطقة العمرانية المحاطة بالسور خلال هذه الفترة ب8000م2 أي بمساحة تقارب 100 متر طولا في 80 متر عرضا، ويتوسطها مسجد البلدة الوحيد المسجد الجامع الحالي (جامع بني عليان) الذي اختير موقعه بين النواة والحي الجديد الذي أنشأه الدريبي. ويبلغ طول محيط السور الذي أحيطت به بريدة أكثر من 360 مترا. وعن الطريقة الفنية والهندسية لبناء الأسوار يقول الربدي لبدء عملية البناء فإنهم يخططون ويحددون الأسوار ومواقع القلاع والأبواب ويحفرون الأساس للأحجار حفراً عميقة تصل لأكثر من ثلاثة أذرع «الذراع نصف متر تقريبا» وسمكه قد يسير عليه البعير لتفريغ الطين لمواصلة البناء.
2- سور حجيلان : من مآثر الأمير حجيلان بن حمد التي تدل على بعد نظره، وحرصه على مستقبل بلده، ذلك السور العظيم الذي عرف بسور حجيلان، والذي بناه وأحاط به بريدة ولم يكن له نظير عند إنشائه في أي بلد من بلدان نجد، اشتهر بتصديه لحصار الغزاة وهو أمنع سور أدير حول بريدة في كل تاريخها لأنه صمد للمَدافِع والآليات. وقد عجزت عنه مَدَافِع العراق بقيادة ثويني ومَدَافِع مصر التي أحضرها إبراهيم باشا مَدَافِع سعدون بن عرير حاكم الأحساء.
أرسل سعدون بن عريعر حاكم الأحساء جموعاً من بني خالد و غيرهم من الظفير و عربان شمر ومن حضر من عربان عنزة لغزو بريدة، فنزلوا عند سور حجيلان وأحاطوا بها و بادر منهم رجالاً للقتال فظهر بهم أهل بريدة و قتلوهم و أرسلوا رؤوسهم إلى سعدون فامتلأ غيظاً و غضباً. و قال ان ظفرت بأهل بريدة قطعتهم إرباً إربا. ثم زحف سعدون بنفسه إلى بريدة بجنوده و حصل بينهم قتال شديد فلم يحصل على طائل، ثم ساروا يوماً آخر على السور و راموا الصعود عليه لهدمه، فقاتله أهل بريدة بقيادة الأمير حجيلان أشد القتال عنده فانهزموا عند السور وتركوا قتلاهم، ثم رأى سعدون أن يسوق آلاته و جموعه و يهدمون سورها و بروجها، فأقبل بكيد عظيم و ساقها عليهم وقت الصباح فرجعوا و لم يحصلوا على طائل. فتحسر سعدون على ذلك و أرسل إلى أعوانه من اهل القصيم و غيرهم يشاورهم فيما يكيد فيه لأهل بريدة ويخترق سورهم، فاتفق رأيهم أن يعمل مدفع كبير يهدم به السور، فجمع له أعوانه من أهل القصيم كثيرا من آنية الصفر و النحاس، فقاموا يعالجون صبّ المدفع و صنعته فكلما أرغوها في قالب خبت، و كلما أوقد عليها النار فسدت. ففسد عملهم و لم يتم لهم أملهم فقاموا يراوحونهم و يغادونهم القتال والنصر دائماً لأهل بريدة في زيادة. و كان أمير بريدة يومئذ والمقوم لهذه الحرب والثابت في هذا الضرب و الكرب، الأمير حجيلان بن حمد من رؤساء آل أبي عليان، علم ابن عمه ورجال معه يريدون خيانته والوقوف مع سعدون، فأرسل إليه وضرب عنقه والرجال الذين معه ورمى رؤوسهم على سعدون من خلف السور، فلما مضى خمسة أشهر، ضاقت صدور العربان و المحاربين، وعزموا على اقتحام البلد فصنعوا عجلا من الخشب يريدونه وقاية عن الرصاص لمن يمشي خلفه، و ساقوه إلى مرقب البلد، و في المرقب من أهلها عشرة رجال . فاجتهدت تلك الجنود، في وصول العجل، و لم يجدوا إلى ذلك سبيل، فرجعوا به. ثم حمل سعدون و جموعه على البلد حملة هائلة و ساقهم إليها، فحصل عند السور و البروج من القتال و الازدحام أمر عظيم ، و قاتلهم أهل البلد قتالاً شديداً و ردوهم على أعقابهم و قتل منهم عدة قتلى فداخلهم بعد ذلك الفشل وهموا بالرحيل. في آخر الحصار، تزوج حجيلان أثناء الحصار زوجته الثانية لولوة بنت عبدالرحمن العرفج آل أبوعليان الشهيرة بالعرفجية. فلما سمع سعدون ضرب الدفّ سأل عنه ، قيل له : أنه مضروب لعرس حجيلان فعند ذلك، علم أن حجيلان لم يأبه به وبحصاره فارتحل هو و جنوده، و كان لهذا الصمود أمام الحصار ثم اخضاع المناطق التي خلعت الطاعة أثراً كبيرا في تثبيت سلطة حجيلان . فقد علا نجم الأمير حجيلان و ثبت أمره كقائد سعودي حتى أنه استطاع أن يوصل الرايات السعودية إلى سوق الشيوخ ثم تعرض بعد ذلك لغزو المنتفق و واصل هذا البطل غاراته شمالاً فأخضع شمّر و عرب الشرارات و وصل إلى بادية الشام.
الرحالة الغربيين الذين وصفوا بريدة وأسوارها
لوريمر الذي يقول أن بريدة مركز تجاري هام ولكن تجارتها ونشاطها تبلغ أوجها خلال الأربعة شهور التي تلي جمع البلح، عندما يعود البدو الرحل لشراء البلح والأرز والقماش من المدينة.وفي بعض الأحيان تقام نحو ألف خيمة في وقت واحد خارج أسوار المدينة.ويقول باركلي دونكيير في رحلته عبر الجزيرة العربية: عبرت جمالنا أبوابها وأحمالها تتأرجح فوق ظهورها ها نحن أخيرا في بريدة قادونا بسرعة عبر البوابة إلى فناء مفتوح داخل المدينة.
ويقول ليتشمان الذي وصل إلى بريدة عام 1912م إنها قرية مسورة لها ميدان ويذكر بأن القادم إلى القرية من الشمال أو الشرق لا يرى إلا كتلة سكنية مربعة تحجب خلفها بساتين النخيل.. كان دخوله من خلال بوابة خشبية كبيرة توجد في موضع السور، وعبر مكان واسع وفي الشمال الشرقي منه يوجد حصن توجد فيه حامية عسكرية مهمتها تتبع مثيري الاضطرابات في البراري المجاورة. ويذكر أنها المدينة الرابعة من حيث الحجم وتعداد السكان في نجد حيث يبلغ سكانها آنذاك حوالي عشرة آلاف نسمة.
~~~شكراً لكم لقراءتكم هذه المقال ~~~
عبدالرحمن عبدالله ابراهيم محمد حسن الحسون آل أبوعليان العنقري التميمي
مراجع
١- الوهيبي، عبداللطيف بن صالح بن محمد (2016-11-22). العقيلات: مآثر الأباء والأجداد على ظهور الإبل والجياد: الجزء الأول. العبيكان للنشر. ISBN 9786030180431.
٢- “بريدة: من خلال كتاب يتحدث عنها «داخل الأسوار وخارجها»”. http://www.al-jazirah.com.
٣- “بريدة داخل الأسوار وخارجها”. http://www.al-jazirah.com.
٤- حسن، منصور، أحمد بن (2005). بريدة: داخل الأسوار وخارجها. توزيع مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان،.٥- “تحميل كتاب مسافات في ذاكرة رجل من بريدة ل موسى النقيدان | مكتبة ال كتب pdf”. كتب pdf.
٦- مدينة بريدة دراسة في نموها الحضري وعلاقاتها الإقليمية، تأليف أ.د. محمد بن صالح الربدي
٧- من شعراء بريدة، تأليف سليمان بن محمد النقيدان