Category: ماضينا وحاضرنا
اجتماع اسرة الحسون البدائع
خرجت أسرة آل أبوعليان من منطقة الوشم موطنهم الأصلي بعد النزاع الذي دار بينهم وبين أبناء عمومتهم العناقر في ثرمداء لطلب الرئاسة، وسكنوا ضرية في عالية نجد في بداية هجرتهم التي تبعد عن بريدة ٢٥٠ كم ، ويظهر أنهم قرروا اتخاذ مكاناً لهم يخصهم بحيث يكون تأسيساً لنواة الإمارة التي يخططون لها، لأنهم لم يرضوا الاندماج في القرى لكثرتهم ومن تبعهم، ولأن ذلك قد يحرج أهل القرى في مضايقتهم في مكانهم أو معيشتهم ولم يوافقوا على الانضواء تحت إمارة أي بلد كان في ذلك المكان والوقت، وبعد دراسة المنطقة قرر آل أبو عليان شراء مورد ماء يسمى بريدة، وكان مورداً للبادية يملكه آل هذال من عنزة كما هو مشهور ومستفيض، فتم شراؤه عام ٩٨٥ هــ، ثم بنى آل أبو عليان مدينة بريدة المعروفة اليوم، وفي الوقت نفسه أسسوا إمارة آل أبو عليان في بريدة واستمرت فيهم الرئاسة لثلاثة قرون حتى عام ١٢٨٠ هـ.
تنتسب أسرة آل أبوعليان إلى العناقر العشيرة الكبيرة من بني سعد بن زيد مناة أحد البطون الكبار في قبيلة بني تميم الشهيرة، وبلدة ثرمداء هي موطنهم الأصلي وهم أمراؤها حتى الآن، ومن هذه البلدة تفرق العناقر في بلدان نجد، ومن أشهر بطونهم آل خنيفر أمراء ثرمداء، وآل معمر أمراء العيينة، وآل أبوعليان أمراء القصيم، وآل غنام أمراء جنوبية سدير. ونخوة آل أبوعليان (أولاد علي)، اشتهروا بالشجاعة والإقدام، وكونهم لايتهيبون الحرب والإقتتال، وينسبون إلى جد اسمه عليَّان الذي يذكرونه في شعرهم وعرضتهم الحربية دائماً:
تأسيس بريدة
يقول ابن عيسى: [ إنَّ بريدة كانت ماءً لآل هذال شيوخ عنزة ،فاشتراه منهم راشد الدريبي سنة 985 تقريباً ] ( عقد الدرر : 82 ).
ويقول مقبل الذكير: (أمراء بريدة آل أبي عليان، وهم الذين أسسوها، فإن جدهم راشد الدريبي اشترى موضعها من آل هذال شيوخ عنزة، وكانت في ملكهم، ثم عمرها) مخطوطة مطالع السعود في تاريخ نجد وآل سعود.
يقول ابن بليهد : [ لم تُبعث بريدة إلا بين القرنين القرن التاسع والقرن العاشر ] ” صحيح الأخبار 5 / 215 ” ،وقال أيضاً : [ الذي اكتشفها الدريبي … في النصف الأخير من القرن العاشر تقريباً ] ” صحيح الأخبار 1 / 154 “.
يشكك بعض المؤرخين في العصر الحديث في الروايات التاريخية المتواترة ويقول ان تاريخ بريدة دفنته رمال الصحراء وكيف يشتري الأمير راشد الدريبي آل أبوعليان من شيخ بدوي بئر والماء في بريدة إلى وقت قريب على بعد ٤ أمتار، فنرد عليه ونقول:
أولاً: لماذا لم تدفن رمال الصحراء تاريخ جارتها عنيزة أو بقية بلدان نجد السابقة لبريدة في التأسيس كثرمداء الذي قدم منها آل أبوعليان وذكرها الشاعر الجاهلي الفحل في قصيدته؟.
ثانياً: يوجد لدينا تاريخ موثق وقطعي الدلالة ومتواتر عن نشأة مدينة بريدة ولايلزمنا ولسنا بحاجة للتخمين الظني والتكهنات في هذه المسألة.
ثالثاً: المقصود ليس البئر بذاته ولكن يشمل البئر والموضع الذي حوله كي يملكه فيسكنه ويعمره ويؤسس إمارته فيه هو وعشيرته كما ذكر ذلك المؤرخ مقبل الذكير: (أمراء بريدة آل أبي عليان، وهم الذين أسسوها، فإن جدهم راشد الدريبي اشترى موضعها من آل هذال شيوخ عنزة، وكانت في ملكهم، ثم عمرها).
رابعاً: آل هذال بن مشعان لايمكن أن يكون هو الذي باع بئر وموضع بريدة على راشد الدريبي وهذا صحيح لكن ال هذال من عنزه متعاقبين على شيخة عنزة في ذلك المكان والوقت ومنهم الحبلان من العمارات ، يذكر نسابوا كل من حرب وعنزة: أن عنزة قي القرن العاشر الهجري كانت تمتلك كل ضواحي المدينة، ثم تمتد ديارها على طريق القصيم إلى وادي الرمة حيث كانت عقلة الصقور ديار الصقور من عنزة حتى دارت حرب طاحنة بينهم وبين حرب وسميت وقعة المجللة التي أجلت على أثرها قبائل عنزة من هذه الديار (جامع أنساب قبائل السرحان: الصفحة ١٠٩) تأليف سلطان طريخم المذهن السرحانى.
خامساً: أقدم وثيقة تاريخية ذكرت بها مدينة بريدة هي وثيقة بخط الشيخ ابن عضيب يذكر بها جامع بني عليان في بريدة كما ذكر ذلك العبودي، وأقدمُ حادثةٍ تاريخيةٍ في بريدة سجّلتها المصادر كانت سنة 1107 ( ابن بشر والفاخري وابن بسام ، وتاريخ هذه الحادثة عند ابن عيسى سنة 1109 )، فلو كانت بريدة تعرف قبل هجرة آل أبوعليان لها لذكرها المؤرخون والرحالة في كتبهم ووثقت كغيرها من بلدان نجد ولذكروا إمارتها وامراؤها ومعالمها وشيء ولو نتف من اخبارها او تاريخها.
سادساً: يذكر البعض ان الشماس وغيرها كانت مأهوله بالسكان وحولها مقابر ونرد ونقول ان هذه المناطق سواء سبقت او لم تسبق بريدة فهي خارج سور وحدود مدينة بريدة ولم تكن جزء منها، فالشماس والموطا شيء وبريدة الحديثة شيء آخر واسمها حديث ولم يعرف كمكان أو قرية في تلك المنطقة أبداً. فلو توسعت بريدة اليوم واصبحت عنيزة ضمن حدود مدينة بريدة ودخلت بها على سبيل المثال، فهل نستطيع القول أن تاريخ نشأة بريدة هو تاريخ نشأة عنيزة؟
سابعاً: يعتمد ويستند بعض المؤرخين في العصر الحديث في كتبهم على تاريخ ابن عيسى والذكير في كل وقائع نجد والقصيم، فلما جاء عند مسألة تأسيس آل أبوعليان لمدينة بريدة شكك بها، فالمنطق يقول إما ان تنكر كل الوقائع المذكورة في تاريخ ابن عيسى والذكير او تأخذها كلها من دون تشكيك مبني على الظن والوهم، واليقين لايزول بالشك أبداً.
ثامناً: عندما قدم راشد الدريبي إلى بريدة وسكنها كانت بئر ولا شيء حولها كما ذكر ذلك المؤرخون وتناقلها الرواة، فكيف تكون أرض بريدة مأهوله بالسكان ولم يذكر المؤرخون ان آل أبوعليان قد تنازعوا أرض أو بئر بريدة مع أحد من الناس.
تاسعاً: لم تتخذ بريدة شكل القرية أو البلدة الصغيرة قي ذلك الوقت والدليل أنه لا يوجد أي نص تاريخي او نتف اخبار عن أي أمير حكم بريدة قبل آل أبوعليان و لا يوجد أيضاً أي نص تاريخي أو وثيقة تاريخية من مبايعة أو وصية ميراث أو بيت من القصيد الفصيح أو النبطي حتى يذكر به بريدة قبل تأسيس آل أبوعليان لها في سنة ٩٥٠ هـ
عاشراً: الجامع الأول والأسواق التاريخية والشوارع القديمة والأسوار الأولى وقصر للحكم في بريدة كانت بأسماء أمراء آل أبوعليان، فما مامعنى كل هذا؟ معناه أنهم هم المؤسسين ومن وضع حجر الأساس لهذه البلدة .
الحادي عشر: حكم آل أبوعليان لثلاثة قرون أكبر دليل على صحة الروايات التاريخية المتواترة عن شراء وتملك راشد الدريبي بئر بريدة والموضع الذي حوله من آل هذال ثم سكنها وعمرها وتأمر عليها هو وذريته.
الثاني عشر: عدم ذكر المؤرخين القدماء لبريدة في كتبهم هو أكبر دليل على أن بريدة حديثة النشأة وصحة روايات المؤرخين كابن عيسى والذكير وغيرهم الكثير وصحة روايات المؤرخين المتواترة كابن عيسى والذكير والبليهد وغيرهم.
الثالث عشر: سقوط اسم او اسمين بين راشد وحمود الدريبي لا علاقة له بصحة تاريخ نشأة بريدة، ذكر المؤرخون حدث مهم وهو تأسيس راشد الدريبي لبريدة وبعدها بدأ آل أبوعليان مرحلة التأسيس والبناء لبريدة والذي يأخذ وقت كبير، ثم بدأ تسجل عنها الأحداث التاريخية المهمة لاحقاً في عهد حمود الدريبي. بمعنى آخر بعد نمو وتأسيس وتوسع بريدة وزيادة المهاجرين لها والذي أخذ قرابة القرن، بدأ ظهور بريدة على الساحة في عهد حمود الدريبي وبدأت تدخل التاريخ السياسي وبدأت تعرف باسمها الجديد وبرزت وبدأ ذكرها عند المؤرخون بعدما كانت بئر ماء لابن هذال اشتراها راشد الدريبي ثم عمرها وسكنها.
الرابع عشر: وجود قبور ونخيل بالقرب من موضع بريدة وبئرها اذا صح وثبت هذا الإدعاء، فهو لايعني وجود بلدة حديثة مأهولة بالسكان متكاملة البنيان واسمها بريدة والتي لها سور مستقل وجامع وأسواق وشوارع حديثة وإمارة دخلت التاريخ السياسي.
الخامس عشر: جامع بني عليان الذي يعتبر اقدم وأول جامع في بريدة اكبر دليل على صحة الروايات التاريخية المتواترة عن نشأة بريدة وان بريدة كانت بئر ماء وغير مأهولة بالسكان قبل آل أبوعليان وإلا لأسس سكانها جامع يقيمون فيه صلاتهم وجمعتهم.
آل أبوعليان هم المؤسسين وهم اللبنة الأولى لمدينة بريدة وهم امراؤها ومايتبعها من القصيم لثلاثة قرون، وهم السبب الرئيسي في جعل بريدة أهم مدينة في القصيم لتصبح عاصمة القصيم بدلاً من جارتها عنيزة التي سبقتها بالتأسيس لأربعة قرون، ولقد قويت شوكة القصيم في زمنهم، فهم من رفع من مكانتها التجارية وادخلها التاريخ، فرسانهم واشعارهم وأسوارهم وحصونهم وجامعهم الكبير وأسواقهم ومعاركهم شاهداً على هذا كالشمس في وضح النهار.
أشهر أمراء آل أبوعليان
أسماء الأسر المتفرعة من آل أبي عليان
مراجع
وطني.. أعشقه حتى الثمالة..
وطني.. هو قمة العشق الأبدي..
هو حب السنين الذي يسكننا..
وطني.. استنشق فيه رائحة الوفاء..
حين كان الوفاء أريجاً يعبق..
وطني.. هو الطفل الذي يبتسم..
والزهرة التي لاتذبل..
وطني هو الفتيل الذي لايخبو ضوءُه.. هو الحلم في زمن القحط..
وطني.. هو مسافة الشوق على ساحل القلب.. هو الخطوة الآتية في زمن التراجع..
وطني.. هو البصمة المطرّزة بالذهب على جدار الزمن..!!
وطني.. هو حضني الدافىء..
وطني.. هو أمني وأماني بعد الله..
وطني.. هو الماضي التليد الذي نتكىء عليه.. وهو الحاضر الذي ننعم بظله الوارف.. وهو بابي المُشرع نحو مستقبلٍ أفضل..
وطني.. هو الساحل الذي ترسو على سواحله نفوسنا أمناً وأمانا..
وطني.. هو أصدق حب في سني العمر..
وطني.. في أنفاس كل طفل.. وشابٍ وكهل.. رجل وامرأة..
وطني.. في روح كل شاعر.. ومداد كاتب.. وفكر مؤلف..
وطني.ه. مشوار كفاح.. سنبلة ورمل.. خيمة وبئر.. حلمٌ جميل نقشه الواقع على بيداء الزمن..
وطني.. حلمٌ لايُداس.. وانتماءٌ لايباع..
وطني.. ولادة حبٍ ليوم مشمس..
وطني.. زرعٌ خصيب.. ونخيلٌ شامخ.. وصهيلٌ عنيد..
وطني.. هو الوحيد الذي يجذب أنظار العالم الإسلامي نحوه خمس مرات.. وكفى..!!
وقبل هذا.. هو الهواء الذي نتنفسه..
وبعد هذا… أفلا نحب وطننا..؟؟
صالح عبدالله الحسون
( المسافر )
أنام وأصحو ثم أنشغل، وفي السياق ذاته أحتاجُ لأن أقوم بمغامرة بها أتحرر من الضغط الماثل أمامي. هل قلتُ مغامرة؟ ممم.. ربما سأتمشى بين أزهار حديقة، وسأركبُ الدراجة، وسأتناول البوضة المفضلة لدي ولن أعبأ بأحد.. هكذا يقولُ قلبي. عقلي يتدخل؛ لا تغدو مغامرةً حين تتكرر. سأدخل تجربةً جديدة، ماذا لو قدمت إليّ المغامرات على اختلاف نوافذها أكانت متعرجةً، أم مقلوبة، أم حتى تهمسُ بلغةٍ أخرى. لو تركتُ بصري يجول أطراف العالم وأنا في مكاني ثابتة، سأدقُ أجراس الهند من خلال الثقافة، سأغوصُ في بحرٍ جديد يدعى المفردات، سأتخذُ صديقاً يلازمني كالظلِّ، لكنهُ يفتح لي الآفاق البعيدة. ممم.. ماذا لو جربتُ القراءة؟ لا أعرف كيف تسللت نوافذها إلي ذات مرة، وضعتها في سلة اهتماماتي فجأةً، كنتُ أنا بعالمي سعيدة، أصبحتُ أنا في دائرة العالم أسعد. وكلّما أغلقت كتاباً نضجت في عقلي فكرة، تسرّب إلى ذهني آلاف الكلمات، وعلقت على باب قلبي معلومة كنت أجهلها في ظرفٍ سابق، فأضحى القلبُ أوسع. لا ألزمُ نفسي بقراءة ما لا أحب، لا أطرقُ كل المجلدات الثقيلة، لكن ما أقرأه يكفيني كي أتنفس، كي أنظر للحياة من نافذةٍ أكثر شمولية. أنا أقرأ، ليتسع بؤبؤ عيني أو يضيق، لأصافح هذا العالم المحشو بالحزن أو الفرح فأمد يدي أملاً بالسلام. أنا أقرأ، كي يغمر الحبُّ أرجاء هذا الكون، فتنمو فوق تلال الدُّنيا شجرة.
أدّى التطور الاجتماعي المعاصر إلى اختلاف صورة العلاقة الأسرية حالياً عما كانت عليه في الماضي، فغالبية الآباء والأمهات حصلوا على درجات متفاوته من التعليم والثقافة، وهذه الثقافة قادرة على إضاءة مشاعل المعرفة والأمان أمام الأبناء، وفضلاً عن تفهّم الآباء مطالب الأبناء النفسية في مراحل العمر المختلفة، يصبح في الإمكان الوصول إلى علاقة صريحة متبادلة بين الآباء والأبناء. وتتفاوت متطلّبات الأبناء من «الحرية»، فمنهم من يطلبها لكن بالقدر المعقول، وقد يحتاج جميعهم إلى تلك المساحة التي تبث الثقة بالنفس ولا تنال من احترام الإنسان لنفسه، مع إقامة جسور الثقة بين الآباء والأبناء والتفاهم، وتمكّن الأبناء من طرح مشكلاتهم وما يُشغل قلوبهم وعقولهم على الآباء كأصدقاء لهم. وقد تكون الرقابة الأسرية إحدى وسائل تمتين العلاقة بين الآباء والأبناء نتيجة للتواصل بينهما، وإن كان هذا التواصل إيجابياً ولا يشوبه أي نوع من التعسّف أو السلبيات، ستنتج عنه علاقة متينة تترسّخ مع الوقت، مع إيجاد التفسير الذي يناسب الطرفين لتعريف الإيجابي، فأحياناً يشعر الأبناء بأن ما هو إيجابي لهم هو فعلياً سلبي عليهم.