-
عبدالرحمن الحسون 5 years, 9 months ago
أسواق آل أبوعليان (سوق العليان، سوق داحس، سوق الوسعة، سوق الجردة، سوق قبة رشيد)
اكتسبت مدينة بريدة بمنطقة القصيم منذ القدم وحتى وقتنا الحاضر أهمية تجارية كبرى بفضل تنوع منتوجاتها المحلية التي امتهنت في مجالات التجارة والزراعة والصناعة كالدباغة والخرازة والندافة والبناء والمشغولات التقليدية وبيع وشراء المواشي والتمر والبشوت والأسلحة وغيرها. وكان للدور الكبير والبارز الذي قام به مؤسسي مدينة بريدة من أسرة آل أبوعليان أبلغ الأثر في تنمية التجارة المحلية وازدهارها من خلال تأسيس العديد من الأسواق ومن أشهرها أسواق داحس وقبة رشيد التي كانتا النواة الأولى وبداية انطلاق العقيلات بالرحلات التي قاموا بها إلى بلدان الشام والعراق والسودان وغيرها من الدول، وجلبهم لمختلف أنواع البضائع من الملابس والأغذية المعيشية. وأسهم تجار الماشية من خلال ممارستهم لتجارة بيع وشراء أنواع الأنعام في أسواق الماشية في حين كانت الأسواق التجارية بالمنطقة على وجه العموم مكاناً خصباً لمزاولة الأنشطة التجارية وملتقى لتجار بريدة ومحافظات المنطقة ومناطق المملكة ولأفراد المجتمع لتبادل المنافع كما كان لها دور في ايجاد فرص العمل في تلك الحقبة.
يقول الأستاذ أحمد بن حسن المنصور في كتابه حاضرة منطقة القصيم وقاعدتها أنه من أشهر الأسواق وأقدمها في بريدة “أسواق العليان” نسبة لأسرة آل أبوعليان وجدهم عليَّان الذي يذكرونه في شعرهم وعرضتهم الحربية دائماً:
حنا ضنا ليلى سلايل عليَّان
عدونا من حنظل الشري نسقيهوسوق العليان من أوائل الأسواق التي عرفت داخل أسوار بريدة القديمة تقع جنوب الجامع الكبير وقد أخذ جزء منها طريق الملك فيصل والباقي لازال مقاماً عليه أسواق الذهب والملابس والأقمشة، ولم يبق من الأسواق القديمة إلا ما دون في صفحات الكتب وحفظ في ذاكرة الرواة والشعراء.
وهناك أيضاً “سوق داحس” الذي بناه والد الشاعر الفارس الأمير محمد العلي العرفج آل أبوعليان ويعتبر أول سوق للبيع والشراء في بريدة من الأبل حتى البضائع الأخرى العادية وكان سوقاً قبل أن ينتقل إلى سوق الوسعة السوق الثاني لبريدة وقبل رحيلهم إلى السوق الثالث سوق الجردة عام 1340هـ، ويعتبر سوق داحس و سوق قبة رشيد هما النواة الأولى لمدينة بريدة ولم يطرأ عليهما أية تغيرات حتى الآن ما عدا تلك المظلة التي وضعت فوقه بعدما أصبح سوقاً للذهب ، وتدرجت فيه الأسواق على مر العصور التي مضت من سوق للأبل إلى مقصب إلى سوقٍ للبضائع النسائية إلى سوقٍ خالصٍ للذهب.
وهناك أيضاً سوق قبة رشيد يعتبر واحد من أقدم الأسواق الشعبية في مدينة بريدة وينسب السوق لمنشأه الأمير رشيد بن حجيلان أحد أمراء آل أبوعليان عام 1206 هـ والذي بناه حينما أقام قصراً جديدًا وربطه بقصره القديم بقبة على ممر تجاري في السوق فكان يستظل تحته عن الشمس والأمطار وأصبح مع مرور الزمن واحد من معالم مدينة بريدة التجارية. ويعتبر سوق قبة رشيد واحد من أقدم وأهم الأسواق في منطقة نجد لتسويق البضائع حيث كان فيه أكثر من 100 حانوت لبيع التمر والسمن والإقط والجراد والملابس والأحذية الجلدية المصنوعة محليًا وكذلك كان يحوي محلات لبيع اللحوموالبرسيم وكان قبة رشيد ملتقى للرسائل التي يرسلها أبناء المدينة لأهاليهم حيث كانت تصل إلى بعض الدكاكين ومن ثم توصل إلى المرسل إليه.
إلى جانب أسواق العليان هناك “أسواق الجردة”، وتقع قرب الجامع الكبير (جامع بني عليان) الذي سمي فيما بعد بالجامع الكبير، ويعتبر “ميدان الجردة” الذي يقع شرق جامع بني عليان من أكثر الميادين شهرة في بلدان نجد القديمة حيث كان السوق الأكبر في الجزيرة العربية لبيع وشراء الإبل بل يؤكد يعض المؤرخين أنه أكبر سوق للإبل في العالم وفق وصف المستشرق (داوتي) في عام 1225هـ وما ذكره أيضاً الرحالة مستر توتشل حينما قال إن بريدة أعظم سوق للإبل في العالم، وهو أقدم وأهم الأسواق في منطقة نجد، كان يجتمع فيه أبناء المنطقة وما حولها من أجل شراء وبيع المنتجات اليدوية والبضائع والماشيه لاحتواءه على جميع أنواع البضائع التجارية.
~~~شكراً لكم لقراءتكم هذه المقال ~~~
عبدالرحمن عبدالله ابراهيم محمد حسن الحسون آل أبوعليان العنقري التميمي
مراجع
١- كتاب الوهيبي، عبداللطيف بن صالح بن محمد (2016-11-22). العقيلات: مآثر الأباء والأجداد على ظهور الإبل والجياد: الجزء الأول. العبيكان للنشر. ISBN 9786030180431.
٢- “بريدة: من خلال كتاب يتحدث عنها «داخل الأسوار وخارجها»”. http://www.al-jazirah.com.
٣- “بريدة داخل الأسوار وخارجها”. http://www.al-jazirah.com.
٤- حسن، منصور، أحمد بن (2005). بريدة: داخل الأسوار وخارجها. توزيع مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان،.
٥- “تحميل كتاب مسافات في ذاكرة رجل من بريدة ل موسى النقيدان | مكتبة ال كتب pdf”. كتب pdf.
٦- كتاب مدينة بريدة دراسة في نموها الحضري وعلاقاتها الإقليمية، تأليف أ.د. محمد بن صالح الربدي.
٧- كتاب من شعراء بريدة، تأليف سليمان بن محمد النقيدان.٨- “أسواق بريدة القديمة تحاكي ماضيها من خلال المهن والصناعات اليدوية”. صحيفة الاقتصادية.
٩- “سوق الجردة في “بريدة” معلم سياحي ومتحف تراثي يجتذب الزوار”. جريدة الرياض.
١٠- “وسط بريدة التجاري.. تمازج فريد بين البناء العصري ورائحة الماضي”. جريدة الرياض.